تُـنـقّـط ُ لـيـنـا أشــكـالا ً بـارزة َ الألـوان
فـوق الـخـشــب ِ الـلامـع ِ ، فـوق َ الـقـطـن ِ
و فـوق الـكـتّـان
تـرســم ُ تـكـويـنـات ٍ جـاءت مـن أصـل ِ الـبـشــريـة
و مـن مـبـدأ تـاريـخ ِ الإنـســان
تـخـط ّ رمـوزا ً مـســمـاريـة
و عـصافـيـر َ تـحـلّـق ُ فـوق َ الأغـصان
و تـيـجـانـا ً مـلـكـيـة
و حـلـيّـا ً لـبـسـتـهـا مـلـكـات الـنّـهـرَيـن
في مـاضي الأزمـان
تـنـفـض ُ عـنـهـا أكـوام َ تـراب ٍ غـطّـاهـا
لـتُـخـرجـهـا مـن أعـمـاق ِ الـنّـســيـان
لـتُـعـيـد َ إلى ضـفـتَي نـهـرَيـنـا مـجـد الأجـداد
تُـعـرّفـه ُ لـلآبـاء
لـيـنـقـلـه الآبـاء ُ إلى الأبـنـاء
و الأبـنـاء ُ إلى الأحـفـاد
لـيـســيـل َ صـفـاء ً يـجـري في الأجـســاد
و يُـضئ هـنـاء ً يُـنـســيـهـم ســنـوات ِ الأحـزان
و حـرقـات ِ الأكـبـاد
و يـفـيـض الـنّـهـران
خـيـرا ً يـطـفـح ُ ، يـمـتـد ُّ عـلى كـل ِّ الأرجـاء
يُـنـبـت ُ قـمـحـا ً و شــعـيـرا ً في الـبـيـداء
فـيـصـيـر ُ الـرّمـل ُ حـقـولا ً خـضـراء
و الـسّــهـل ُ الـقـاحـل ُ مـرجـا ً
و مـراعي تـرعـاهـا الأبـقـار
و تـرتـع فـيـهـا الـخـرفـان
يـتـراكـض ُ فـيـهـا مـرحـا ً أســراب ُ الـصّـبـيـان
لـيـعـود َ عـراق ُ الـبـركـات ِ كـمـا كـان
مـن أحـلى جـنّـات ِ الـدّنـيـا
و الـنّـاس ُ عـلى ضـفـتَي نـهـرَيـه ِ يـغـنّـون ســعـادة
و الـعـيـشــة فـيـه رخـاء
مـا جـدوى أن يـحـيـا الإنـســان ُ بـلا آمـال ٍ و بـدون رجـاء ؟ ...
عـمّـك صبـاح